منتديات عجاجة كوم
الموضوع الثالث 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا الموضوع الثالث 829894
ادارة المنتدي الموضوع الثالث 103798


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات عجاجة كوم
الموضوع الثالث 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا الموضوع الثالث 829894
ادارة المنتدي الموضوع الثالث 103798
منتديات عجاجة كوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الموضوع الثالث

اذهب الى الأسفل

الموضوع الثالث Empty الموضوع الثالث

مُساهمة من طرف منتديات لم الشمل الخميس أكتوبر 21, 2010 4:46 pm

اللحن الغريب .....!!




دفع بي العناد هذا الصباح، أن أفكك أجزاء هذا البيانو قطعة قطعة ،... لا تعجب إن قلت لك إن زنته تفوق القنطارين ... عتيق جدا من خشب يبدو من صلابته أنه تحور إلى صخر... لولا ذلك الدهان البني الذي لازال يحافظ على لمعانه في أماكن متفرقة فيه... ، تاريخ هدا البيانو مجهول لدينا ... على بابه بديع الصنع الذي يغطي لوحة مفاتيحه كتابة لاتينية قديمة مطبوعة،عليه نقش زخارف شتى من الفضة تزينه، ولا تعجب أيضا إن قلت لك أن نصف وزنه أو أكثر من هذه المادة، قايضه أبي في دين كان على أحد التجار، وبحكم أننا فلا حين لم يكن أبي يهتم به إلا نادرا



حدثتني فيروز ابنة هدا التاجر- فقد كانت زميلة لي في الدراسة - أن ذلك البيانو أخرج إبان الاستقلال من إحدى الفيللات الكولونيالية، وأن والدها اشتراه مع مجموعة أثاث في مزاد بعد فرار الفرنسيين بجلودهم من مدينتنا ...، حين تتأمله تحسبه يعود إلى القرون الوسطى .. أيام بتهوفن .. وفاغنر .. وبرارا..، لكن حين تداعب أزراره لا تصدق و يأخذك السحر إلى البعيد، فالصوت المنبعث منه عالي الجودة و مضبوط بطريقة عجيبة.



أول ما صدر البيانو و أخرج كان في العاشر من نيسان 1923 من فيللا " مدام روز" ، قلت كان ضمن جهاز الآنسة " أنجيلا كرابي " ، و الذي عاد إليها من ميراث أمها، و قد شق طريقه إلى مدينة ورقلة حيث استقر فيما ندعوه الآن البرج الأحمر .. لقد تعاقبت عليه السنين هناك؛ إذ لم يكن ثمة أحد يوليه اهتماما إلا في ليالي (( الريفيو )) السنوية .. فقد يستعمل من طرف بعض الهواة..



لم تنثن ثورة أبي حين رأى البيانو المفكك .. واصلت عملي بعد أن نقلت السلالم الموسيقية .. لقد وقفت على العطب أخيرا .. لم تكن غير خيوط العنكبوت المتكدسة بداخله، والتي منعت أذرع القرع من أداء عملها. نظفت المكان جيدا وأعدت ترتيب كل شئ ، ولم تنتهي تراجيع اللوم من أبي على تفكيكه إلا حين سمع أول الوصلات من ذلك اللحن الغريب...



ما إن شرعت أصابعي في ملامسة المفاتيح حتى سكن كل شئ .. إنها العاصفة .. أجل.. وأخيرا خرج هدا المارد النائم من قمقمه .. لم يسبق لي في حياتي أن سمعت شجوا أو لحنا كهذا .. أجل إنه لحن مليء بالعواطف والأمطار .. فيه مقاطع كنت أتردد في التعبير عنها، وما يدفعني لإصدارها غير التصور الاندفاعي .. لكنها تأتي منسجمة كما عبر عليها على السلم.. كم هي رائعة مقطوعات (( ليلة سمر في الصيف ))..(( جولييت الحزينة )) ..(( العاصفة )).. (( هبوب المطر)) ...



لقد حدث شئ ما في بيتنا.. لقد أحسست أن كل شئ هدأ .. صوت أبي وأمي ..، علَّق والدي: لقد عثرت على كنز يا " سامي ".. لكن لا ينبغي لهذا أن يشغلك عن دراستك .



في تلك الأيام التي صادفت أشهر الصيف، أقيمت مسابقة أدبية في إحدى المدن المجاورة .. ولما كنت طبعا من المشاركين فيها بقصة قصيرة .. فقد استدعيت لحفل الاختتام وتوزيع الجوائز .. رغم أني لم أحظ بأي مرتبة .. وأمام إصرار أمي تركت (( البيانو )) على مضض و شددت الرحال إلى هناك .





لا أخفي أننا استقبلنا بحفاوة وكرم شديدين خاصة وأني كنت قد حصدت جائزة من جوائزهم عاما مضى، حسنا ما كان لي أن أذكر حيثيات هذه الرحلة و التي كنت ذاهبا إليها على مضض، لولا هذا الحدث الغريب.. ( أمر لا يصدق).









زودتني أمي قبل ذهابي بمبلغ زهيد لا يكفي لإتمام تنقلي لأنها كانت تراهن أني سأحصد الجائزة الأولى ومن ثمة شيك أتصرف فيه كيفما شئت ..هكذا كان تخمين أمي .. أما الواقع فقد كان شيئا آخر.. نفذت نقودي وأنا مازلت في الفندق .. وعند عودتي لم أجد من أتعلق به غير صديق رمته لي الأقدار.. وكان صحفيا يعمل لدى وكالة الأنباء ...

صادف صاحبي أنه من مدينة طولقة .. حيث فيللا المدام روزفلت الايطالية الأصل .. وهل تصدقني إن قلت لك أن هذا الفيللا عادت ملكيتها لأبوي صديقي سليم ..

- حسن لاعلينا ، لن يغير هذا في الأمر شيئا ..



كانت فيللا مبنية بالحجارة الزرقاء وسط فدادين نخل دقلة نور المترامية الأطراف .. صوت العصافير لا يترك لغيره ركزا .. الأرض كملعب كرة القدم خضراء .. جداول ومواشي ..، علمت لاحقا أن تلك العائلة الثرية قبل الثورة جلبت تربة هذه (( الفيرمة )) من الشمال ..( سهل متيجة وما جاورها ).



.. في تلك الضيعة المترامية الأطراف التي يدعونها ضيعة المدام روزفلت ، كانت ثمة فتاة أخت لثلاث إخوة أشقاء .. كانت مدللة أبيها المعمر الذي استطاع كسب الأهالي من فرط طيبته ورحمته بالناس، قيل أنه لم يكن فرنسيا بل من أصول ايطالية .. استطاع أن يقيم لنفسه تلك المستعمرة .. داخل مستعمرة .. و التي هي بلادي ..، مات روزفلت و ترك خلفه ضياعا كثيرة و أطيانا.. طبعا، و لم تكن له بنت غيرها عدا الإخوة الذكور اللذين استبدوا بالأمر بعده ...



يبدو أن شدة حنقهم على أختهم قد زادت حين علموا أنها ارتبطت عاطفيا مع شاب عربي .. ابن قن لديهم كان يشتغل في مزرعتهم .. لم يبلغ بهم الأمر أن حرموا تلك الأسرة الجزائرية من مصدر رزقها.. بل سعوا لاستئصالها عن بكرة أبيها ..، و قد زاد من تفاقم الأمر، اِقدام أختهم على رفع هذه القضية للحاكم العام بالعاصمة .. اتهموها بالجنون و ألبوا عليها الآخرين كي يجدوا مصوِّغا لحبسها داخل جناح بالفيللا .. لا يسمح لأحد بالولوج إليها ... غير خادمة تقوم على شؤونها.



كثيرا ما كانت (( إيرين )) تردد كلمات مبهمة و كأنها تتلو صلوات الوداع .. داخل هذا الركن الذي لا يزورها فيه إلا تلك الخادمة المغلوبة على أمرها .. ( تقول " إيرين " في مذكراتها ) :



(( ... أعلم أني أنقش دربا فوق الجندل .. أمشي بمحاذاة الاحتراق؛ و أعلم أني أداعب خيط النور المفقود، يتصاعد اللهب الأرجواني و أعلم كحتمية بأن اسمك يسبح في صخب القيامة .. ينهمر الدمع و تنهار كل الجسور الممتدة بيني و بينك .. جرحي نمير يحمل بين حناياه حكايات أعظم من ألف ليلة و ليلة.



.. الماضي لا زال على بعد خطوات مني ، يقولون إنسَيْ يا زنبقة الارتحال .. ماذا أنسى؟ و كيف أنسى؟ انتهيت .. تهاويت .. ارتجفت .. ذويت كأوراق الخريف .. أعصر مهجتي .. أطبق جفني في خشوع .. إلا أن جزيرة الشجن تتسع و تتسع كلما حاولت .. لم أتخير ملاقاته ، لكن لحن المجهول اختاره فكان الموعد إيذانا بالموعد آت من وراء السدود .. و بات الموقد لكل شعور رومانسي .. شيطاني .. نحو الجنون .. نحو السكوت .. نحو الأفول ..، يقولون إنسَيْ .. إذن ابتعدوا عن سجلاتي عن حبري .. عن نافذتي .. عن بابي ..، تقولون إنسَيْ .. إذن أَشهدِوا فني الكون .. أبقِيَ في الكون محبة؟ .. كنت رهينة كنت غريبة كنت .. حبيسة محرابي .. أتلذذ بشراسة الذكريات .. أغيب في جنتي الفيروزية .. أغوص في تلافيف دماغي المكهرب ، كتلة ثلجية أنا .. قطرات معاناة .. مجسمة تطل على شرفة غرفتي المهجورة ....





في الغياهب .. احتضنتك .. برداء ربيعي ، قابلتك .. كلمة بين مفترق الغيب .. حبيبي من تحت الأنقاض .. من نعومة تأمل قوس قزح .. كيف أبعدك عن أتون كياني .. من وجداني .. أهازيج تطلعني على أفظع مشهد .. سأسمعك لكل النزوات أعجب سيمفونية .. لا توارى .. أبدا .. أبدا .



توهمت أن الحب سيحصدني مع الأصيل و يرميني في قمامة العاشقين ..



إنني أضطرم .. أنتفض .. تسلق العبارات .. تنازعني عواطف غاضبة .. إنها الريح .. إنه سبيل البوح الذي لم يشأ أن يصمت و يحبذ بإصرار دفعي إلى عالم النسيان و وضعي تحت محك هستيري .. أناشدكم أن تتريثوا قبل إدانتي .. فلسفة حبيسة بإجحاف الأقدار .. قبور و زهور .. عود و قيثارة .. ناي .. و بيانو .. مفردات لا يجوز البوح بها ..أراجيف .. أضغاث أحلام هي أو ربما رصاصة غامضة .. الغدر .. الخيانة .. اعتقدت يوما أن الحب يربض خلف النوافذ .. يسكن الأكواخ .. لكنه بداية تسكنها النهاية .. أعرف أن روض ابتسامتي لن ينبت لكنه حلم سيظل حبيس هذه الجدران.



قال لي البحر حينها :كم تؤلمين إحساسي .. كم تعبثين بنشوة الظفر .. كانت رغم أن تيارات الظفر كانت باردة ، إلا أنها تناغمت مع انصهار روحي الهادي .. ثورة .. شهوة ناقمة .. يمتزج فيها دم يوليوزيس بدم معشوقته .. يوقظ الموت من صدر الفضاء .. يختطف روميو و جولييت جاعلا الأرض غارقة تحت إيقاعات المطر .. بركة للأحزان .. قلت : بيراموس يعانق أحشاء القمر .. يكابد حصاد العذاب من منفى إلى منفى حتى أضحى مومياء فرعونية .. تقبع خلف ردهات التاريخ .. ستائر الرمل ترسل أشعتها .. الرمل يعزف لحن الخلود .. ليلا أبهم يعتصرني حد الموت .. أعبده القمر لكن من يمنحني إياه أو يهديني ضياءه .. عاجزة عن صياغة الحقيقة .. أسحب يديَّ بحرقة عليك أيها البيانو يا مترجم حرقتي و شيكاتي و أنيني إلى ألحان يطرب لها الآخرون .. إيه أيها الرمل .. سلس مبتل بوقود ينتظر الاحتراق .. موبق كوخزات الإبر دون احتراق .. قل لي بربك كيف سأصلي صلاة مريم العذراء؟ كيف سأمسح الارتعاش عن جبيني ؟؟ .. شلالات الهوى .. ورود الحب يسجنها مارد الفكر.



إلى متى تقتلني إرهاصات الحب؟ إلى متى أظل أبحث عن المجهول ؟ .. إلى متى؟؟ .. أرضع من ثدي أمسي .. النزوة .. الرغبة .. الاشتهاء .. الكل راحل صوب هدف مجهول .. أطرقه وحدي .. أنا الآن أعيش على حافة الخطر الداكن .. كان هذا ديدنها كلما ضرها الشوق و الحنين ..... ))

... إيرينا روزفلت ...













و ذات يوم، انتهى ذاك الحبيب عاثر الحظ .. أو قل أنه دفعه لاعج الحب إلى حيث لا يطيق .. فقد دخل عن حين غرة إلى تلك (( الفيللا )) .. كان لقاء وكأنه انتهاء لتلك العاطفة غير المتكافئة .. انتهى الحبيب بطلقة بندقية من طرف أحد إخوتها، وقضى الأخ بسيخ حديدي في بطنه وجهته إليه إيرين، ثم انتحرت بطلقة نارية .واكتملت فصول هذه المأساة بقدر ما يحق لنا .. لأنه في حدود علمي أنه لم يبق من تلك العائلة غير المدام روزفلت أم الجميع وها قد غدا لها سلطان بعد رحيل الجميع ...!!



ما يهمنا في قصة إيرين هو.. (( البيانو )) عتيق الصنع .. الذي يأخذ مساحة من الغرفة إذا وضع فيها.. فهو يشبه الخزانة الكبيرة ..و قد تغدو قصته أشبه ما بقصة مصباح علاء الدين السحري .. الكل يعلم أنه لإيرين جاءها هدية من أبيها في أحد أعياد ميلادها ، لكن لا أحد يعلم أصله أو لمن صمم خصيصا .. طبعا إن اللحن الذي عليه ليس من اختراع آدمي، قد يكون الجن فيه ضالعون ..أو قد يكون ثمة بعد آخر في الأحاسيس لم تسبر بعد أغواره .. إنه يعصف بك إذا ارتفع .. و يحلق في متاهات مجهولة .. أو قد يوقفك على البرزخ الذي يفصل مابين الحياة و الموت .. الحقيقة و الأسطورة ...



لم تكن الفترة التي حبست فيها (( إيرين )) المجنونة كما يدعونها بالقليلة .. فخلال العامين الذيْن ظلت فيهما محبوسة أنجبت هذا اللحن الغريب من أب مجهول ... !!



أقصى ما لدي الآن هو أن أعيد المارد إلى قمقمه .. أحس أنه ممزوج بضرب من السحر .. و الرعب.. ذلك اللحن.. ، مزقت ما دونت يداي من ذاك اللحن الذي صراحة أنه ليست لدي الشجاعة الكافية كي أسمعه رغم أني عازفه ... ثم أني لا أجد تشجيعا من أهلي كي نبيعه و نأكل من ثمنه..



... لقد انتهت هذه الترجيعة الحزينة .. من يوم أن انتهت إيرينا - الهابلة - مشنوقة بتلك الغرفة .. لا أحد يعرف كيف تدلى الحبل من سقف الغرفة العالي ، البعض يقول أنها شنقت .. و البعض الآخر يقول انتحرت ......



من الأشياء التي رابتني .. و أثارت لدي الكثير من الأسئلة المهمة نحوها .. هو كيف نفذت إيرينا إلى قلب البيانو و نقشت عليه اللحن بمثل تلك الطريقة الجميلة .. رسالة تحمل الكثير من الأسرار و الدلالات و غرفتها خالية من غير ذلك البيانو و سرير مثبت بالأرض.

(( تمت .. اللحن الغريب ))
منتديات لم الشمل
منتديات لم الشمل
ادارة المنتدى
ادارة المنتدى

ذكر
عدد الرسائل : 207
الموقع : https://adjadja.yoo7.com
المزاج : كل مرة وكيفاش
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 04/11/2008

https://adjadja.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى