تكملة الموضوع الاول

" أطياف و أسياف "

لعل أول خطوة يجب عليك اتباعها للتغلب على النفس و ترويضها، هو بذل مجهود عضلي إضافي حتى تشغل جهازك العصبي و تملأ فراغات حياتك المتناقضة .. هذا .. .

ذاك ما أوعز لي به المرشد النفسي في آخر زيارة له.

.... لكن الشيء الذي قد يخفى عن مرشدي النفسي هذه المرة ... هو أن لي جسم يعمل عكس الساعة البيولوجية ... و عكس كل المعايير الصحية ..، فبدل أن أستجيب لـ .. و أخلد للخمول، تجد جميع خلاياي العصبية تستنفر دفعة واحدة و يقض النوم عن مضجعي ، فأغدو لا مندوحة لدي من اللجوء إلى القنب الوحيد ؛ هذا النبات السحري الذي يضبط لي عقارب ساعتي البيولوجية .. حتى و إن كنت واهما على الأقل هذا ما أعيه و يقتنع به جسمي في الأوقات الراهنة .. سيما و أن كل الأبواب مازالت موصدة في وجهي كي أحقق طموحاتي فالحكومة هي الحكومة .. و الأشخاص الممثلون الضاحكون على الشعب هم نفسهم إلا أنهم يتبادلون فيما بينهم المناصب سدا لأي منفذ للنور من أن يقتحم و يكشف .. إلباسهم و إبلاسهم ...

يقولون أن الحكام هم صنائع شعوبهم ... أي لا شيء يأتي من لا شيء أو فراغ ... لاشك أن النفاق و التزوير و كل ما تطالعنا به الصحف صباحا .. هي أعراض و أمراض متفشية في أوصال هذا الجسم الذي يدعونه دولة أو بلد.

إنها طرائق قددا ... و أجناس لم يعد يجمع بينها شيء الآن في هذا الوطن خاصة بعد حملات التضليل و تقنين الدين ثم القاسمة التي ضربت لغتنا و أتت على آخر الكأس و كسرتها ... .

هؤلاء الصور المستنسخة من فرعون و هامان و من إليهم الذين يلعبون بمصائرنا هم أسباب كوارثنا الشخصية و كل فاجعة تلم بوطني ... ..

القنب الهندي هو مصباح علاء الدين الذي أسافر به في عالمي الافتراضي، الذي صنعته بديلا عن هذا العالم الموبوء ، و هذا الشعب البواني الذي تاه يوما في أحد أعقابه المتنبي و كاد أن ينس فيه ذاكرته العربية التي افتكتها في الأخير رمح و سيف إرهابي من بقايا الجاهلية الأولى.

كثيرا ما كنت أتساءل .. أمن مصلحة هذا النظام .. أن يحارب المخدرات و مروجيها ؟ ... و هي في الحقيقة إحدى أدوات و سبل تمكنِّهم من رقابِ العباد ...؟ََ؟ كما يحارب الإرهاب او الوعي المتطرف بتعبير أكثر دقة ... .

لا أخال أن هذا الأخير إلا حاصل لتلك المعادلة الخاطئة التي نساس بها .. بل إني متأكد من الأخير أنه المجهول (( س )) فيها الذي لم يفك و يحل رمزه بعد ... ..

أظن أن في مصلحة هذا النظام - و إن يكن يعي - أن تتفشى المخدرات بين أوصال هذه الفئة من الشباب المتحفز و المتطلع للتغيير مواكبا للأمم الفارة من التخلف كأمم جنوب شرق آسيا و أمة الصين العظيمة ..

هل حينما يتوقف و يتماثل هذا الشباب للشفاء من الادمان و يبلى منه .. هل سيبقى ينظر لهؤلاء المتلاعبين بمصيره .. نظر العظيم للأمة كي تقدم له الطعام دون صراخ ...؟؟ .. لا أخال ذلك .... .

من الؤكد أن يحمل السلاح و النار .. و يحرق كل شيء ، بل قد يتعدى ذلك إلى إحراق الذات أو الإنتحار....، حين أصل إلى هذه النقطة، أفضل أن أظل أدخن و أدخن و أدخن ... على أن أرى مناظر أشلاء و دماء مختلطة لا أكاد أميز بين مسيئها و محسنها ...

نعم إن القنب الهندي هو حشيشة الخضوع و الخنوع و الخوف ... مدمنوه هم أبعد الناس عن الناس ، و هم أكسل الناس حتى على رفع العصي لإسترداد حقوقهم المسلوبة ... فلأظل هكذا .. حتى يأتي الله بقدر كان حتما مقضيا ... في هذه الفوضى ، و في غياب فئة تقاتل في سبيل الله و أخرى ظالمة .. لأن الظلم رفع علما له في كل مكان ، في الجبال و الثكنات في الشوارع و الممرات ..، و لم أعد أنتظر في حقيقة الأمر إلا كارثة تأتي على كل شيء كما أتت من قبل على أمم فأفنتها عن بكرة أبيها .. .

اللهم إن كنت منج فاجعلنا من عبادك الناجين يا رب العالمين .

تمت بقلم :

خ. أحمد